د. رانيا موسى

دكتوراه في الاتيكيت

والبروتوكول الدولي

0

لا توجد منتجات في سلة المشتريات.

د. رانيا موسى

دكتوراه في الاتيكيت

والبروتوكول الدولي

Blog Post

إتيكيت التحقّق من الأخبار وتداول الشائعات

إتيكيت التحقّق من الأخبار وتداول الشائعات

مدرّبة إتيكيت وبروتوكول دولي


في زمنٍ صارت فيه المعلومة أسرع من الضوء، لم يعد نقل الخبر مجرّد حديث عابر، بل بات مسؤولية أخلاقية ترتبط بالوعي والذوق العام.
فكم من “خبر” شائع تبيّن لاحقًا أنه مجرّد وهم؟ وكم من تحليل شخصي تحوّل إلى حقيقة مزعومة لأن أحدهم قال “سمعت من مصدر موثوق”؟

✦ ١. الفرق بين الخبر والتحليل:

– الخبر: معلومة موثّقة منشورة من جهة إعلامية مسؤولة تتحمّل تبعات النشر.
– التحليل: قراءة شخصية للحدث، لا يُعتَبر خبرًا، حتى وإن بدا منطقيًا.
– الإشاعة: سردية غير مؤكدة، بلا مصدر واضح، تنتقل كالنار في الهشيم.

✦ ٢. إتيكيت نقل المعلومة:

– لا تنقل أي خبر قبل أن تسأل نفسك: من قال؟ ومتى؟ وأين نُشر؟
– لا تسبقك حماستك، ولا تُسرّع في تداول أمرٍ لم يُؤكد رسميًا.
– وخصوصًا في الأحداث الدقيقة: لا تنقل شيئًا من دون تروٍ وتحقيق.

✦ ٣. “مصدر موثوق” لا تعني شيئًا دون دليل:

كم من إشاعة بدأت بعبارة “مصدر موثوق”، ثم اتضح لاحقًا أنها مجرّد تحليل شخصي أو استنتاج فردي؟
الإتيكيت هنا أن نكون شفافين: “هذا رأيي الشخصي”، أو “هذا لم يُنشر رسميًا بعد.”

✦ ٤. الخبر مسؤولية قانونية أيضًا:

في بعض الحالات، تداول الأخبار الكاذبة قد يُعرّض صاحبها للمساءلة القانونية، لا سيما إذا تعلّق الأمر بأمن الدولة أو العلاقات الدولية أو إثارة الذعر العام.
لذلك، من الإتيكيت أن نكون على وعي لا فقط بذوق الخبر، بل بآثاره.

✦ ٥. الإتيكيت هو عقلٌ صامت… يترجم سلوكيًا:

اللباقة الحقيقية لا تُقاس بالصوت العالي، بل بالهدوء في ردّات الفعل، والفهم العميق لما يُقال ويُقال عنه.
السيدة الراقية والرجل الراقي لا يُهوّلان الموقف، بل يلمْلمون شتاته، يُهدّئون النفوس، ويحرصون على أن يبقى الجو العام متماسكًا.
فالذوق ليس في الإخبار فحسب، بل في كيف نُخبر، ومتى نصمت.

✦ ٦. لا تنقل الهلع… انقل الحقيقة:

الحرب، الحوادث، الاغتيالات، الأزمات الاقتصادية… لا أحد ينكر أهميتها، لكن نقلها يجب أن يكون بمسؤولية لا بهلع.
من الإتيكيت أن نعرف متى نتحدث، ومتى نُسكِت المبالغة ونُبقي على الحقيقة فقط.

📌 الخلاصة:

في عالمٍ يضجّ بالصخب، يصبح الصدق هو الذوق الأعلى.
دعونا لا نكون صدىً لما لا نعلم، بل نكون مرآةً للوعي، وناقلين لما نتأكد منه فقط.
فـ”الإتيكيت” ليس فقط كيف نمشي أو نأكل، بل كيف نفكّر، ننقل، ونُمسك الكلام حين يلزم.

مدربة إتيكيت وبروتوكول دولي

الكاتب:
Related Posts
استهداف طوابير المعونات الغذائية – جريمة حرب بحق الجائعين

مدرّبة إتيكيت وبروتوكول دولي في عالمٍ يدّعي التحضّر، لا تزال أبشع صور الانتهاك الإنساني تُمارَس تحت سمع ومرأى العالم. من…

داخل القاعة الصامتة: البروتوكول الخفي لمجلس الأمن

مدرّبة إتيكيت وبروتوكول دولي في قاعةٍ شبه دائرية، تتداخل فيها السياسة بالصمت، وتتكلم الكراسي بلغتها الخاصة… يُرسم المشهد العالمي. ليس…

Write a comment
Need Help?