د. رانيا موسى

دكتوراه في الاتيكيت

والبروتوكول الدولي

0

لا توجد منتجات في سلة المشتريات.

د. رانيا موسى

دكتوراه في الاتيكيت

والبروتوكول الدولي

Blog Post

فنّ إهداء الورود

فنّ إهداء الورود

مدرّبة إتيكيت وبروتوكول دولي


في زمنٍ تُقال فيه الكلمات أسرع مما نشعر بها، تبقى الوردة من أصدق ما يُقدَّم.
هدية لا تحتاج إلى شرح، ولا إلى تبرير. زهرة صامتة، لكنها تقول كل شيء: اعتذارًا خجولًا، حبًّا ناعمًا، شكرًا صادقًا، أو حتى وداعًا نبيلاً.
لكن الورد ليس تفصيلًا عابرًا… بل لغة قائمة بذاتها. لغة الألوان، والعطر، والتوقيت، والشخص.
فكيف نُتقن هذه اللغة الراقية، دون أن نخطئ التعبير؟


الورد ليس للزينة فقط
في عالم الإتيكيت، الوردة ليست قطعة ديكور. إنها رسالة.
تُهدى لتكمل المعنى، لتعزّز الشعور، أو لتقول ما تعجز عنه الكلمات.
في لحظة فرح، تُبارك. في لحظة حزن، تُواسي. وفي لحظة حب، تهمس دون ضجيج.
هي من أندر الهدايا التي تستطيع التعبير عن مشاعر متناقضة دون أن تسيء لأي طرف.
ولهذا بالضبط، لا يجوز أن تُختار بعشوائية، أو تُقدَّم كيفما اتّفق.


ماذا يقول لون الوردة؟
– الحمراء: تعبّر عن الحب العميق، الشغف، والرغبة بالاقتراب. لا تصلح للمناسبات الرسمية.
– البيضاء: ترمز للنقاء والسلام، وتُستخدم في التعازي والمناسبات الروحانية.
– الزهرية: تعني الامتنان والرقة، وتناسب التهنئة والشكر.
– الصفراء: تعبّر عن الصداقة والفرح، مع مراعاة رمزيتها في الثقافات المختلفة.
– البرتقالية: تعبّر عن الحماس والطاقة، وتُهدى عند الاحتفاء بشخص واثق.
– البنفسجية: تعني الإعجاب الراقي والغموض، وتليق بالشخصيات الراقية.
– الزرقاء: تعبّر عن صفاء فكري وهدوء ذهني.
– السوداء: رمزية جدًا، تعبّر عن نهاية مرحلة أو وداع، ويُفضّل تجنّبها اجتماعيًا.


ماذا يقول نوع الوردة؟
– الروز: للمشاعر القلبية العميقة مثل الحب أو الشكر.
– التوليب: للرقيّ والرومانسية الناضجة.
– الأوركيد: للفخامة والتفرّد، وتُقدَّم لشخصيات مميزة.
– الزنبق: للنقاء والسكينة، مثالي للتعزية.
– الكاميليا: للحب الصامت والتضحية الهادئة.
– القرنفل: للاحترام والتقدير، شائع في الاحتفالات.
– الديزي: للبراءة والبدايات الجديدة.
– عباد الشمس: للطموح، والإيجابية، والبهجة.


الوردة الواحدة… هل تكفي؟
أحيانًا، وردة واحدة تكون أبلغ من باقة كاملة. فكما للألوان دلالة، للأعداد أيضًا رمزية:
– وردة واحدة: “لا أحد غيرك”
– ثلاث وردات: “أنا أحبك”
– خمس وردات: “أنا أقدّرك”
– اثنتا عشرة وردة: رسالة مكتملة تعبّر عن حب أو شكر أو احتفال
لكن في اللقاءات الرسمية، يُفضّل تنسيق باقة تليق بالمناسبة، وتراعي حساسية المناسبة وطبيعة العلاقة.


إتيكيت الورد في المناسبات الرسمية
– يُفضّل اختيار الألوان الهادئة كالزهري الفاتح أو الأبيض.
– تُقدَّم أحيانًا عبر فريق البروتوكول، وليس يدًا بيد.
– يُراعى عدم استخدام الروائح القوية.
– يجب احترام ثقافة البلد المضيف من حيث الألوان والأنواع.
– يُفضّل الاطلاع على رمزية الورد في ثقافة الطرف الآخر، لتجنّب أي إساءة غير مقصودة.


كيف نختار الوردة بحسب شخصية المُهدى إليه؟
– الشخصية القوية: أوركيد، عباد شمس، روز بنفسجي
– الشخصية الحساسة: روز زهري، ديزي، توليب
– الشخصية الرومانسية: روز أحمر، كاميليا، ياسمين
– الشخصية الهادئة: زنبق أبيض، توليب أبيض
– الشخصية المرحة: روز أصفر، قرنفل ملون


أخطاء شائعة يجب تجنّبها
– تقديم الوردة الحمراء في تعزية أو مناسبة رسمية
– اختيار ورد برائحة نفّاذة في أماكن مغلقة أو رسمية
– استخدام ورود صناعية بلا روح أو لمسة
– تجاهل ذوق الشخص الآخر أو حساسيته تجاه نوع معين
– التكلّف في تنسيق الورد لمناسبة بسيطة
– إهداء ورود لا تراعي الثقافة أو الدين أو المكان


تفاصيل تصنع الفرق
الوردة لا تُقدَّم وحيدة، بل ترافقها لمسة ناعمة:
بطاقة بكلمات راقية، ورقة تغليف أنيقة، يد نظيفة، وثقة بالنفس.
إهداء الورد هو إهداء لحظة راقية… فلا تُهمل تفاصيلها.


متى نُرسل الورود؟ لأن التوقيت… هو نصف الرسالة
– يُفضّل إرسال الورود قبل المناسبة بساعات، أو صباح يومها
– لا تُرسل الورود بعد المناسبة لأنها تفقد معناها
– الورود الفاتحة تُرسل صباحًا، والداكنة تُرسل مساءً
– يُراعى توقيت الاستيقاظ أو الانشغال لدى المُهدى إليه
هل يجوز إرسال ورد للمريض؟
– يجب التأكد من سياسة المستشفى، فقد تُمنع الورود الطبيعية لأسباب صحية
– اختاري أنواعًا عديمة الرائحة كالتوليب أو الأوركيد
– فضّلي الباقات الصغيرة والبسيطة التي لا تُتعب النظر ولا تستهلك الهواء
– يمكن الاستعاضة عنها ببطاقة أنيقة أو وردة رمزية أو نبات أخضر صغير
– يُفضَّل تجنّب الورود السوداء أو الحمراء في هذه الحالة

الكاتب:
Related Posts
إتيكيت التحقّق من الأخبار وتداول الشائعات

مدرّبة إتيكيت وبروتوكول دولي في زمنٍ صارت فيه المعلومة أسرع من الضوء، لم يعد نقل الخبر مجرّد حديث عابر، بل…

استهداف طوابير المعونات الغذائية – جريمة حرب بحق الجائعين

مدرّبة إتيكيت وبروتوكول دولي في عالمٍ يدّعي التحضّر، لا تزال أبشع صور الانتهاك الإنساني تُمارَس تحت سمع ومرأى العالم. من…

Write a comment
Need Help?